الرسل وأتباعهم يفرّون من القدر إلى القدر، ويحاربون القدر بالقدر
لما عزم عمر أن يرجع بالصحابة وأن لا يدخلهم الشام وهي وبيئة، فقال: إني مصبح على ظهر، فأصبحوا عليه. فقال له أبو عبيدة: أفرارًا من قدر الله يا عمر؟ قال: نعم. نفرّ من قدر الله إلى قدر الله .
فالرسل وأتباعهم يفرّون من القدر إلى القدر، ويحاربون القدر بالقدر، ويحكمون الأمر على القدر، مع توكلهم على ربهم، فالـمرض الذي يصاب به الشخص هو من قضاء الله وقدره، والدواء الذي يعالج به ليشفيه هو من قضاء الله وقدره، فهو يحارب الـمرض بهذا الدواء ليشفيه، كما قيل: نعالج آفاتًا بآفات.
و لما قيل للنبي ﷺ: «أرأيت أدوية نتداوى بها، وعوذًا نتعوذ بها، وتقاة نتقيها، هل ترد من قدر الله شيئًا؟ فقال: « بل هي من قدر الله»» .
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة 2 " / 82 العَدوى والطيَرة والتميمَة والتشاؤم بالأربعاء وشهر صَفر - المجلد 7