الـمشركون في هذه السنين هم أعظم شركًا من الأولين

إن الـمشركين في هذه السنين هم أعظم شركًا من الأولين، لهذا تراهم يترددون رجالاً ونساءً إلى قبور من يسمونهم أولياء، ويزعمون أنهم يتصرفون في الكون، فهم يطلبون شفاعتهم بتفريج كربهم، واستجابة دعوتهم. الـمستجير بعمرو عند كربته كالـمستجير من الرمضاء بالنار ونقول: الـمستغيث بقبر عند كربته كالـمستغيث من الرمضاء بالنار إنه متى ذكّرهم مذكّر، أو وعظهم واعظ بالآيات التي تحرم الشرك، وتحذر الـمشركين من العقاب الأليم، قالوا: هذه الآيات إنما نزلت في الـمشركين الأولين، وكيف تجعلوننا مثل الـمشركين ونحن مسلمون موحدون، نشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله. ولم يشعروا بأن من شرط لا إله إلا الله كونها تحجز قائلها عن الشرك بالله، وإلا فيعتبر قائلها بأنه كاذب في شهادته، وكافر بربه.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (2) " / (80) إخلاص الدعاء لله توحيد.. وصَرفه لغير الله شرك - المجلد (7)