مدح الجود بالـمال في سبيل الحق

الحكماء والعلماء والأدباء يمدحون الجود بالـمال في سبيل الحق من الصلة والصدقة، ومساعدة الـمنكوبين والـمضطرين، والجهاد به عند دعاء الحاجة إليه. فيجب أن يكون رخيصًا في هذه السبل الخيرية، كما يجب أن يحفظ عن الضياع، وعن السفهاء الـمبذرين، كما قيل في صفة الرجل الحازم السخي: حسن التدبير والتقدير. فلا هو في الدنيا مضيع نصيبه ولا عرض الدنيا عن الدين شاغله لأن البر وفعل الخير هو همة التقي، ولا يضره لو تعلقت جميع جوارحه بحب الدنيا؛ وقال آخر يمدح رجلاً حسن السياسة في العطاء والـمنع: وهُوب تلاد الـمال فيما ينوبه منُوع إذا ما مَنْعُه كان أحزما والنبي ﷺ قد سبق الشعراء والحكماء إلى كل قول سديد، وفعل حميد؛ ففي الحديث «ما عال من اقتصد». وقال «الاقتصاد بالنفقة نصف الـمعيشة، والتودد إلى الناس نصف العقل». وقال: «إن الله كره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة الـمال».
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (2) " / (79) مراعاة حفظ المال بحسن التدبير وكراهة الإسراف والتبذير - المجلد (7)