النهي عن التبذير

قال (تعالى): ﴿وَلَا تُبَذِّرۡ تَبۡذِيرًا﴾ لما حث سبحانه على صلة الأرحام، وعلى الإحسان إلى الـمساكين وابن السبيل ولا صلة ولا صدقة إلا من مال؛ لأن عادم الشيء لا يعطيه - لهذا أمره الله بأن يحفظ ماله من الضياع، وأن يسوس تجارته بحسن التدبير، ومجانبة الإسراف والتبذير؛ لأن الـمال ترس الـمؤمن في آخر الزمان، ولا يستغنى عنه في حال من الأحوال، وأن الكريم على الإخوان ذو الـمال. ولهذا قال: ﴿وَلَا تُبَذِّرۡ تَبۡذِيرًا﴾ والتبذير هو أن ينفق الـمال جزافًا في سبيل البذخ والشهوات، والتفنن في الـمأكولات، والتأنق في الـمركوبات، والتغالي في الـمستعملات، وسائر الكماليات؛ لأن الاقتصاد خير كله. وفي الحديث: «ما عال من اقتصد» . وقال: «الاقتصاد نصف العيش، وحسن الخلق نصف الدين» . وقال: «الاقتصاد في النفقة نصف الـمعيشة، والتودد إلى الناس نصف العقل، وحسن السؤال نصف العلم» ، لأن الـمال الحلال لا يحتمل الإسراف.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة 2 " / 79 مراعاة حفظ المال بحسن التدبير وكراهة الإسراف والتبذير - المجلد 7