جعل الله الـمال منحة لأقوام، ومحنة على آخرين

وقد جعل الله الـمال منحة لأقوام، ومحنة على آخرين، وسعادة على أقوام، وشقاء على آخرين. ﴿وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفۡسِهِۦ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ﴾ [التغابن: 16]. ثم قال: ﴿وَلَا تَبۡسُطۡهَا كُلَّ ٱلۡبَسۡطِ﴾ أي في التوسع في النفقات والكماليات التي تجحف بذهاب الـمال، وتوقع في سوء الحال. ﴿فَتَقۡعُدَ مَلُومٗا مَّحۡسُورًا﴾ أي يلومك الناس على فساد تصرفك، وتتحسر في نفسك على فساد تبذيرك، وسوء تدبيرك، وقد مدح الله الـمعتدلين. فقال: ﴿وَٱلَّذِينَ إِذَآ أَنفَقُواْ لَمۡ يُسۡرِفُواْ وَلَمۡ يَقۡتُرُواْ وَكَانَ بَيۡنَ ذَٰلِكَ قَوَامٗا ٦٧﴾ [الفرقان: 67]. وقال: ﴿وَءَاتِ ذَا ٱلۡقُرۡبَىٰ حَقَّهُۥ وَٱلۡمِسۡكِينَ وَٱبۡنَ ٱلسَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرۡ تَبۡذِيرًا ٢٦ إِنَّ ٱلۡمُبَذِّرِينَ كَانُوٓاْ إِخۡوَٰنَ ٱلشَّيَٰطِينِۖ وَكَانَ ٱلشَّيۡطَٰنُ لِرَبِّهِۦ كَفُورٗا ٢٧﴾ [الإسراء: 26-27]. فأمر سبحانه كل من أنعم عليه بالغنى بالـمال، بأن لا يبخل بما آتاه الله من فضله، وأن يؤتي ذا القربى حقه، وهم أقارب الشخص من إخوانه وأخواته وأعمامه وعماته، وأخواله وخالاته، وأولاد العم والعمة، وأولاد الخال والخالة، فهؤلاء قد أوجب الله لهم حق القرابة في مال قريبهم من زكاة وصدقة وصلة، إذ هم أحق من كل أحد.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (2) " / (79) مراعاة حفظ المال بحسن التدبير وكراهة الإسراف والتبذير - المجلد (7)