التعليق على قوله تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ هُمۡ لِلزَّكَوٰةِ فَٰعِلُونَ ٤﴾
قال (تعالى): ﴿وَٱلَّذِينَ هُمۡ لِلزَّكَوٰةِ فَٰعِلُونَ ٤﴾ فكثيرًا ما يقرن سبحانه ذكر الصلاة بأداء الزكاة؛ لأنها قرينة الصلاة، وهي قنطرة الإسلام، بها يعرف صادق الإسلام من بين أهل الكفر والفسوق والعصيان، وسميت زكاة لكونها تزكي الـمال أي تنميه وتكثره، وتنزل البركة فيه حتى في يد وارثه، كما أنها تزكي إيمان مخرجها من مسمى الشح والبخل، وتطهره. يقول الله: ﴿خُذۡ مِنۡ أَمۡوَٰلِهِمۡ صَدَقَةٗ تُطَهِّرُهُمۡ وَتُزَكِّيهِم بِهَا﴾ [التوبة: 103]. فسمى الله الزكاة صدقة، من أجل أنها تصدق وتحقق إيمان مخرجها، وكونه آثر طاعة ربه على محبة ماله، فحاسب نفسه، ثم دفع زكاته إلى مستحقها، طيبة بذلك نفسه، يحتسبها مغنمًا له عند ربه، فصار مؤمنًا أمينًا ﴿وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفۡسِهِۦ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ﴾ [التغابن: 16].
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة 2 " / 72 تفسير قوله سبحانه: ﴿قَدۡ أَفۡلَحَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ١﴾ - المجلد 7