خروج رسول الله ﷺ إلى الحديبية

كانت الحديبية عينًا تقع على حدود الحرم، من جهة جدة. ونزل رسول الله ﷺ بأصحابه خارج الحرم، وإذا أراد أن يصلي، دخل حدود الحرم، لمضاعفة ثواب الصلاة فيه. فعزم رسول الله ﷺ على العمرة، وأنه سيقاتل الـمشركين إن صدوه عن البيت، ودعا أصحابه إلى بيعة الرضوان، تحت الشجرة، فبايعوه على الـموت؛ بأن لا يفروا، فأحرموا من ميقاتهم للعمرة، واستنفر من حوله من الأعراب، فاعتذروا قائلين: ﴿شَغَلَتۡنَآ أَمۡوَٰلُنَا وَأَهۡلُونَا فَٱسۡتَغۡفِرۡ لَنَا﴾ [الفتح: 11]. وذلك لظنهم أن الرسول ﷺ وأصحابه لن يرجعوا. فخرج رسول الله ﷺ بمن معه من الـمهاجرين والأنصار، وعددهم ألف وخمسمائة، وكان مع رسول الله ﷺ زوجته أم سلمة، وقلّد الهدي معه، ليعلم الناس أنه لم يأت للقتال، وإنما جاء للاعتمار.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (2) " / (70) فتح مكـة - المجلد (7)