الصدق نماء، والكذب شؤم
إن الـمال لا يكون زينة في الحياة، ولا سعادة بعد الوفاة، إلا إذا سلك به صاحبه مسلك الاعتدال؛ بأن يأخذه من حله، ويؤدي منه واجب حقه، ويعامل الناس بالصدق والأمانة، فإن الصدق نماء، والكذب شؤم، والله تعالى يقول: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ ٱلصَّٰدِقِينَ ١١٩﴾ [التوبة: 119]. فدعا سبحانه عباده الـمؤمنين إلى الاتصاف بالصدق، وأن يكونوا من حزبه الصادقين ﴿لِّيَجۡزِيَ ٱللَّهُ ٱلصَّٰدِقِينَ بِصِدۡقِهِمۡ وَيُعَذِّبَ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ﴾ [الأحزاب: 24]. وفي الصحيح أن النبي ﷺ قال: «البيعان بالخيار ما لم يتفرقا، فإن صدقا وبينا، بورك لهما في بيعهما، وإن كتما وكذبا، محقت بركة بيعهما» رواه البخاري من حديث حكيم بن حزام. وهذا معنى ما يسميه العلماء بخيار الـمجلس، وهو أن كل إنسان من الـمتعاقدين له الحق في فسخ العقد ما داما في الـمجلس قبل أن يتفرقا.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة 2 " / 69 فضل الصِّدق في البيع والشراء والأخذ والعَطاء - المجلد 7