وضع النبي ﷺ الربا في خطبة حجة الوداع ولم يبحه لأحد

والنبي ﷺ خطب الناس بعرفة في حجة الوداع قبل موته بثلاثة أشهر فقال في خطبته: «ألا وإن ربا الجاهلية موضوع، وأول ربا أضع من ربانا، ربا عباس بن عبد الـمطلب فإنه موضوع كله» . مع العلم أن الناس في ذلك الزمان في غاية من الحاجة والضرورة والفقر، ولم يبح تعاطيه لأحد ﴿...وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجۡعَل لَّهُۥ مَخۡرَجٗا ٢ وَيَرۡزُقۡهُ مِنۡ حَيۡثُ لَا يَحۡتَسِبُ﴾ [الطلاق: 2-3]. ﴿وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجۡعَل لَّهُۥ مِنۡ أَمۡرِهِۦ يُسۡرٗا﴾ [الطلاق: 4]. فلا ترتكبوا ما ارتكبت اليهود، فتستحلوا محارم الله بأدنى الحيل. وإياك إياك الربا فلدرهم أشد عقابًا من زناك بنُهد وتُمْحَق أموال الرباء وإن نمت ويربو قليل الحل في صدق موعد نسأل الله أن يعمنا وإياكم بعفوه، وأن يسبغ علينا وعليكم واسع فضله، وأن يدخلنا برحمته في الصالحين من عباده، وأن يعيننا وإياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة 2 " / 68 تحريم الرّبا بأنواعه وعموم مفاسده وأضراره - المجلد 7