ما وعد الله به الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا
قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسۡتَقَٰمُواْ تَتَنَزَّلُ عَلَيۡهِمُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ أَلَّا تَخَافُواْ وَلَا تَحۡزَنُواْ وَأَبۡشِرُواْ بِٱلۡجَنَّةِ ٱلَّتِي كُنتُمۡ تُوعَدُونَ ٣٠ نَحۡنُ أَوۡلِيَآؤُكُمۡ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِۖ وَلَكُمۡ فِيهَا مَا تَشۡتَهِيٓ أَنفُسُكُمۡ وَلَكُمۡ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ ٣١ نُزُلٗا مِّنۡ غَفُورٖ رَّحِيمٖ٣٢﴾ [فصلت: 30-32].
فوعد الله سبحانه، ووعده حق وصدق، كل من قال: ربي الله أي قال: أنا مسلم، أنا مؤمن، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهـد أن محمدًا رسول الله. ثم استقام على تصديق ما قال، فحافظ على واجباته؛ من أداء الصلوات الخمس في أوقاتها، وأداء زكاة ماله طيبة بها نفسه، يحتسبها مغنمًا له عند ربه، وصام رمضان، وبر والديه، ووصل أرحامه، وأحسن إلى الفقراء والـمساكين والأيتام، كما أحسن الله إليه، والتزم الصدق، والوفاء بالعهد والوعد، وأداء الأمانة، واجتناب الربا وشرب الـمسكرات، وسائر أعمال الـمنكرات. فمن استقام على هذه الأعمال، ثم سعى سعيه في كسب الـمال الحلال، فإنه يحيا حياة سعيدة طيبة، يجد لذتها في نفسه، وتسري بالصحة والسرور على سائر جسمه، حتى يكون سعيدًا في حياته، سعيدًا بعد وفاته، ويفوز بهذه الخصال الحميدة. فمنها تتنزل عليه الـملائكة بالرحمة والبركة والسكينة في حاله ومآله وعياله وصالح أعماله.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة 2 " / 67 التذكير بالاستقامة على الدين - المجلد 7