حرمت الخمر، لفنون أضرارها الـمتعددة
حرمت الخمر، لفنون أضرارها الـمتعددة على الروح وعلى العقل وعلى الجسم وعلى النسل وعلى الـمال وعلى الـمجتمع، لكونها تطيش بالعقل عن مستواه، حتى يخيل للرجل السافل الساقط أنه ملك قادر، وجبار قاهر، فيندفع إلى تحقيق الخيالات الخمرية فيضرب ويسب، ويسوء خلقه على أهله وعياله، وعلى الناس، ثم تخيم الكآبة على وجهه، والوحشة على أهل بيته، فيخافون أشد الخوف من سطوته؛ لكونه قد أزال عن نفسه نعمة العقل الذي شرفه الله بها، فألحق نفسه بالـمجانين، وكيف يرضى بجنون من عقل؟
ولأجله لعن النبي ﷺ الخمر: شاربها، وساقيها، وعاصرها، ومعتصرها، وبايعها، ومشتريها، وحاملها، والـمحمولة إليه كل هؤلاء واقعون في اللعنة. لأنهم يساعد بعضم بعضًا على فعل هذه الـمعصية الـمحرمة وقال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يدار عليها بكأس الخمر» رواه الطبراني من حديث ابن عباس. وعن جابر أن رسول الله ﷺ خطب عام الفتح فقال: «إن الله ورسوله حرم بيع الخمر والـميتة والخنزير والأصنام» متفق عليه.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (2) " / (66) الخمر وكونها أم الشّرور والدّاعية إلى الفجور - المجلد (7)