الحكمة من الطلاق

لا يخفى على عاقل، أنه قد يبتلى الرجل الفاضل بنكاح امرأة خرقاء، أو حمقاء، سيئة الطباع بذيئة اللسان، لا توافق طباعه وقد تفسد أوضاعه، كما قد تبتلى الـمرأة الحسيبة الأديبة، الـمهذبة العاقلة، فتبتلى بزواج رجل أحمق، سيء الطباع، فاسد الأوضاع، فيسوسها سياسة سيئة بوجه عابس، وكف يابس، فعند ذلك يقع بينهما الشقاق وعدم الوفاق. لهذا شرع الله الطلاق، وما أحسن الفراق إذا لم تتلاءم الأخلاق، وهذا الطلاق بما أنه مباح ومشروع، لكنه بغيض عند الله، كما في الحديث أن النبي ﷺ قال: «أبغض الحلال إلى الله الطلاق». لأنه يحدث العداوة والبغضاء بين الأصهار، ويقطع النسل الـمطلوب في الشرع تكثيره، فمتى دعت الحاجة إليه، وجب أن يراعى فيه حسن الأدب بامتثال أمر الله، واجتناب نهيه، لقوله سبحانه: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ إِذَا طَلَّقۡتُمُ ٱلنِّسَآءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحۡصُواْ ٱلۡعِدَّةَ﴾ [الطلاق: 1].
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (2) " / (65) تفسير سورة الطلاق وبيان الطّلاق الشرعي والبدعي والإحداد - المجلد (7)