شرع الله الصلاة جماعة لمصلحة التعارف، والتآلف بين الـمسلمين

إن الله سبحانه في كتابه، وعلى لسان نبيه، شرع الصلاة جماعة لمصلحة التعارف، والتآلف بين الـمسلمين، والتقارب بين قلوبهم، بحيث إذا صلى معك جارك في الـمسجد كل يوم وليلة خمس مرات بحيث تسلم عليه إذا لقيته، ويسلم عليك، وتسأل عنه إذا فقدته، ويسأل عنك، فإن هذا مدعاة للتوادد والتآخي، وإزالة الإحن والشحناء عن الجيران؛ لهذا رأينا الذين تركوا هذه الفريضة، فلم يصلوا مع الجماعة، رأيناهم يمكثون السنة والسنتين متجاورين ولا يعرف أحدهم الآخر، فمن الخطأ كون الـمسلم إذا وقع بينه وبين جاره شيء من النزاع أو الخلاف، هجر الـمسجد الذي يصلي فيه الجار، بغضًا للجار. وهذا لا ينبغي أن يفعله؛ لأن الـمسجد لله، وأفضل ما يصلي الإنسان في الـمسجد الـمجاور لبيته؛ لأن صلاته فيه بمثابة عمارته، وإنما يعمر مساجد الله من آمن بالله. فأفيقوا من رقدتكم، وتوبوا من زللكم، وحافظوا على فرائض ربكم، وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (2) " / (64) فضل حُسن الجوَار وكونه ينحصر في بَذل النّدَى وتحَمّل الأذى - المجلد (7)