الفتنة في الدين أشد من القتل

أخبر النبي ﷺ:أنها «ستكون فتن كقطع الليل الـمظلم، يصبح فيها الرجل مؤمنًا، ويمسي كافرًا، يبيع دينه بعرض من الدنيا» . وهذه الفتن التي أخبر عنها النبي ﷺ ليست كما تتوهمون، من أنها الضرب بالـمدافع أو البنادق أو القنابل أو السيوف والخناجر، بل هي أشد وأشر من هذا كله، وهي الفتنة في الدين، لكون الفتنة في الدين أشد من القتل، وهي الفتنة التي تزيغ الناس عن معتقدهم الصحيح، ثم تقودهم إلى الإلحاد والتعطيل. يولد الرجل مؤمنًا بين أبوين مؤمنين، فيطرأ عليه الإلحاد، وفساد الاعتقاد، فينقلب على عقبيه، ويرتد عن دينه، ويصير فتنة على أهله وأقاربه وسائر من يجالسه ويقارنه، فيقذف من بينهم التشكيكات والشبهات التي تزيغهم عن معتقدهم الصحيح، فيكذب بالقرآن، ويكذب بالرسول، ويكذب بالبعث بعد الـموت للحساب، ويكذب بالجنة والنار، ويقول: ﴿...مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا ٱلدُّنۡيَا نَمُوتُ وَنَحۡيَا﴾ [الجاثية: 24]، ونحو ذلك من سموم الإلحاد، وجراثيم الفساد.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة 2 " / 60 الدين بمثابة الرّوح للإنسان وضياعه مِن أكبَر الخسران - المجلد 7