أبناء عمر بن عبد العزيز يتصدقون على أبناء عبد الملك بن مروان
وههنا قضية هي لنا بمثابة العظة والعبرة، وخير الناس من وعظ بغيره؛ وذلك أن عبد الـملك بن مروان خلف لعياله مالاً كثيرًا، يكفيهم لنفقتهم نهاية أعمارهم، وزادهم رضخًا في الـمال ليقيهم من الوقوع في الفقر. أما عمر بن عبد العزيز فإنه لم يخلف لعياله سوى سبعين دينارًا، وقيل له: أوصِ لعيالك. قال: لا. إن عيالي أحد رجلين: إما رجل تقي، ﴿...وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجۡعَل لَّهُۥ مَخۡرَجٗا ٢ وَيَرۡزُقۡهُ مِنۡ حَيۡثُ لَا يَحۡتَسِبُ﴾ [الطلاق: 2-3]. وإما ولد فاجر، ولا أريد أن أعين الفاجر على فجوره بشيء من الـمال، فتوفي رحمه الله عن غير مال. فدار الدهر بدورته.
قال الراوي: فلقد رأيت عيال عمر بن عبد العزيز يتصدقون على عيال عبد الـملك بن مروان، ولقد رأيت أحد عيال عمر بن عبد العزيز يحمل على مائة فرس في سبيل الله.
فاحفظ الله يحفظك في دينك وأهلك وعيالك. وفي الحديث «من أحب أن يحفظ في عقبه وعقب عقبه، فليتق الله».
فأفيقوا من رقدتكم، وتوبوا من زللكم، وحافظوا على فرائض ربكم، وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (2) " / (58) العدل قوام الدّنيا والدّين وصَلاح المخلوقين - المجلد (7)