ذمة الـمسلمين واحدة، يسعى بها أدناهم، وهم يد على من سواهم
إنه ما بخل أحد بنفقة واجبة في سبيل الحق، كالجهاد في سبيل الله، إلا أتلف الله عليه ما هو أكثر منها، والناس إنما يستحبون اقتناء الـمال لحوادث الزمان.
وهذا القتال هو أشد حادثة وقعت على الإسلام والـمسلمين في هذه السنين، وله ما بعده من العز والذل، نعوذ بالله من الخذلان.
إن في العهد الذي عهده رسول الله ﷺ لأمته أن ذمة الـمسلمين واحدة، يسعى بها أدناهم، وهم يد على من سواهم، ومعنى كونهم يد على من سواهم، أنه متى بغى عدو على الـمسلمين كهؤلاء اليهود، فإن من الواجب أن يكونوا كاليد الواحدة في دحر نحره ودفع شره؛ لأن الـمسلم كالبنيان للمسلم ﴿وَتَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡبِرِّ وَٱلتَّقۡوَىٰۖ وَلَا تَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَٰنِ﴾ [الـمائدة: 2].
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة 2 " / 57 الجهاد في سبيل الله وفضل النفقة فيه - المجلد 7