من العار أن تنعم ورَحِمُك بائس، وأن تشبع وجارك جائع
إن الأمة أو القبيلة الـمتصفة بالسخاء بالـمال، ويقومون بالتعاون على الأعمال فيكفل غنيها فقيرها، ويعول قويها ضعيفها، فإنه لا بد أن تتسع تجارتها، وأن تتوفر سعادتها، وأن يدوم على أفرادها النعمة إذا استقاموا على هذه الخلة.
ومن العار أن تنعم ورَحِمُك بائس، وأن تشبع وجارك جائع، وإن أفضل الصدقة أن تتصدق وأنت صحيح شحيح، تأمل الغنى وتخشى الفقر، ولا تمهل حتى إذا بلغت الروح الحلقوم، قلت: لفلان كذا، ولفلان كذا، وقد كان لفلان. وقد حذركم الله عن هذا الندم قبل الوقوع فيه فقال: ﴿وَأَنفِقُواْ مِن مَّا رَزَقۡنَٰكُم مِّن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَ أَحَدَكُمُ ٱلۡمَوۡتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوۡلَآ أَخَّرۡتَنِيٓ إِلَىٰٓ أَجَلٖ قَرِيبٖ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ ٱلصَّٰلِحِينَ ١٠﴾ [الـمنافقون: 10].
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (2) " / (56) فضل الصّدَقة والنفقة في وجوه البّر والخَير - المجلد (7)