ذكر الله الإنفاق في كتابه الـمبين، بأساليب كلها تحفز الهمم
إن الله سبحانه ذكر الإنفاق في كتابه الـمبين، بأساليب كلها تحفز الهمم، وتنشط الأمم، وتبسط الأكف بالكرم، كقوله: ﴿مَّن ذَا ٱلَّذِي يُقۡرِضُ ٱللَّهَ قَرۡضًا حَسَنٗا فَيُضَٰعِفَهُۥ لَهُۥٓ أَضۡعَافٗا كَثِيرَةٗ﴾ [البقرة: 245]. وهذه الـمضاعفة الفاخرة حاصلة للمتصدق في الدنيا قبل الآخرة، بحيث يزداد ماله نموًا وبركة، وكقوله: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يَتۡلُونَ كِتَٰبَ ٱللَّهِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ سِرّٗا وَعَلَانِيَةٗ يَرۡجُونَ تِجَٰرَةٗ لَّن تَبُورَ ٢٩ لِيُوَفِّيَهُمۡ أُجُورَهُمۡ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضۡلِهِۦ﴾ [فاطر: 29-30]. أي يزيد من فضل الدنيا وسعتها، والبركة فيها ﴿وَأَنفِقُواْ مِن مَّا رَزَقۡنَٰكُم مِّن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَ أَحَدَكُمُ ٱلۡمَوۡتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوۡلَآ أَخَّرۡتَنِيٓ إِلَىٰٓ أَجَلٖ قَرِيبٖ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ ٱلصَّٰلِحِينَ ١٠﴾ [الـمنافقون: 10]. فالقرآن مملوء بذكر الحث على الصدقة والإحسان.
فهذه الآيات وأمثالها، هي بمثابة الهزة والزلزال لقلوب الرجال، فقلب لا يلين لها، ولا يندفع للبذل في سبيلها، هو قلب خال من الإيمان، لم تمسه نفحة من نفحات الرحمن، قلب خال من الخير، فائض بالبخل والخبث والشر.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة 2 " / 56 فضل الصّدَقة والنفقة في وجوه البّر والخَير - المجلد 7