تفسير ابن تيمية لبعض الآيات الكونية
قال (ابن تيمية): والفلكيون يستدلون بما يشاهدونه من الحسيات ولا يعلمون ما وراء ذلك مثل علمهم أن البخار المتصاعد من البحار ينعقد سحابًا وأن السحاب إذا اصطك بعضه ببعض حدث عن اصطكاكه صوت الرعد وسنا البرق. وهو قول باطل لم يجدوا ما يعللون به صوت الرعد.
ثم تناول كلامه وجه الأرض التي وضعها الله للأنام وأرساها بالجبال وهو الذي عليه الناس والبهائم والشجر والنبات والجبال والأنهار الجارية، قال: فأما الناحية الأخرى من الأرض فالبحر محيط بها وليس هناك شيء من الآدميين فكما أن جوانب الأرض التي عليها الناس فليس بعضها فوق بعض ولا تحته. فكذلك من يكون على الأرض من الناس والنبات لا يقال: إنهم تحت أولئك ولا أن أولئك تحتهم. وإنما هذا خيال يتخيله الإنسان وهو تحت إضافي كما لو كانت نملة تمشي تحت سقف فنحن نرى السقف فوقها وهي تراه تحتها وكذلك يتوهم الإنسان إذا كان في إحدى جانبي الأرض أن الجانب الآخر تحته، انتهى.
وكل ما قاله شيخ الإسلام في الأرض فهو مبني على كونها كرة كما جزم به علماء الهيئة وبعض المفسرين أخذًا من قوله سبحانه: ﴿يُكَوِّرُ ٱلَّيۡلَ عَلَى ٱلنَّهَارِ﴾ [الزمر: 5]. وقوله: ﴿يُولِجُ ٱلَّيۡلَ فِي ٱلنَّهَارِ وَيُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِي ٱلَّيۡلِ﴾ [فاطر: 13].
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
مجموع الرسائل - الرد بالحق الأقوى على صاحب بوارق الهدى [ الاكتشافات العلمية الحديثة من نعم الله على عباده ] - المجلد 1