لا يجزع من الـموت متى نزل به إلا الذي لم يقدِّم عملاً صالحًا لآخرته
إن هذا الـموت الذي أفسد على أهل الدنيا نعيمهم في الدنيا ليس هو فناء أبدًا، لكنه خاتمة حياة الدنيا وبدء حياة الآخرة؛ ليجزي فيها الذين أساؤوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى. فلا يجزع من الـموت متى نزل به إلا الذي لم يقدِّم عملاً صالحًا لآخرته ويقول: ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا، فهو يكره الـموت، لكراهته لقاء ربه من أجل ما قدمه من سوء عمله.
أما الـمؤمن الذي قدم لآخرته عملاً صالحًا في حياته، فإنه لا يندم على الدنيا، ولا يجزع من الـموت؛ لعلمه أن له حياة هي أرقى وأبقى من حياته في الدنيا. فنفسه مطمئنة بلقاء ربه، وثواب عمله. فإن من قدم خيرًا أحب القدوم عليه، ولأن «صنائع الإحسان تقي مصارع السوء»، فهذا يقال له عند الاحتضار: ﴿يَٰٓأَيَّتُهَا ٱلنَّفۡسُ ٱلۡمُطۡمَئِنَّةُ ٢٧ ٱرۡجِعِيٓ إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةٗ مَّرۡضِيَّةٗ ٢٨ فَٱدۡخُلِي فِي عِبَٰدِي ٢٩ وَٱدۡخُلِي جَنَّتِي ٣٠﴾ [الفجر: 27-30].
وفي الدعاء الـمأثور: «اللهم إني أسألك نفسًا بك مطمئنة تؤمن بلقائك، وترضى بقضائك، وتقنع بعطائك».
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (2) " / (55) فضل الصَّبر على المصائب وتحريم ضرب الخدود وشقّ الجيوب والنياحة على الميّت - المجلد (7)