نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم
ثم فاجأه (صلى الله عليه وسلم) الحق، ونزل عليه الوحي بغار حراء. والله أعلم حيث يجعل رسالته، وأخذ القرآن ينزل عليه تدريجيًّا بدون أن ينسى شيئًا منه، وحتى نزلت عليه سورة الأنعام جملة واحدة على طولها، وهي جزء كامل، بدون أن ينسى شيئًا منها؛ لأن الله يقول: ﴿سَنُقۡرِئُكَ فَلَا تَنسَىٰٓ ٦﴾ [الأعلى: 6]. ونحن في حفظنا للقرآن، مكثنا مع سورة الأنعام فوق الشهر لإتقان حفظها، نتغالب معها، أحيانًا نذكر، وأحيانًا ننسى، وفي البخاري عن ابن عباس: أن النبي ﷺ كان إذا نزل عليه الوحي، يحرك شفتيه، خشية أن ينساه. فأنزل الله عليه قوله: ﴿لَا تُحَرِّكۡ بِهِۦ لِسَانَكَ لِتَعۡجَلَ بِهِۦٓ ١٦ إِنَّ عَلَيۡنَا جَمۡعَهُۥ وَقُرۡءَانَهُۥ ١٧ فَإِذَا قَرَأۡنَٰهُ فَٱتَّبِعۡ قُرۡءَانَهُۥ ١٨ ثُمَّ إِنَّ عَلَيۡنَا بَيَانَهُۥ ١٩﴾ [القيامة: 16-19]. أي علينا أن نجمعه لك في صدرك، ثم تقرأه بدون أن تنسى شيئًا منه.
فكان رسول الله ﷺ إذا نزل عليه الوحي سكت، وإذا أقلع عنه قرأه كما كان يقرؤه.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (2) " / (52) تفسير سورة «سَبِّح اسمَ ربِّكَ الأعلَى» - المجلد (7)