من استؤمن على حفظ مال فهو أمانة عنده، ومسؤول عنه ومحاسب عليه
ومن استؤمن على حفظ مال الحكومة أو الـمعارف أو الأوقاف، أو لأحد من الشركات، أو مال تاجر من التجار، فليعلم أن ما تحت يده مما تولاه أنه أمانة عنده، ومسؤول عنه ومحاسب عليه، فمن واجب إيمانه وأمانته أن يقوم بحفظ ما استؤمن عليه، وأن يذود أيدي العدوان والخونة عنه، حتى يؤديه كاملاً موفورًا، غير مبخوس ولا منقوص، فإن خالف وخان وأخذ يختلس ما استؤمن عليه بطريق التلصص الخفي والخيانة الغيبية، فقد خان أمانته، وخان ربه ودينه، وما اختلسه فإنه بمثابة الزبد الذي يذهب جفاء ويرجع إلى الوراء.
والنبي ﷺ: قال: «من استعملناه منكم على عمل فكتمنا مخيطًا فما فوق، كان غلولاً يأتي به يوم القيامة». ﴿وَمَن يَغۡلُلۡ يَأۡتِ بِمَا غَلَّ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ﴾ [آلعمران: 161].
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (2) " / (51) الأمانة وموقعها من الدّيانة - المجلد (7)