عيد الأضحى من أعظم الأيام مناسك

فيا أيها الناس اتقوا الله وأطيعوه، وامتثلوا أمر ربكم ولا تعصوه، فإن أطعتموه لم يصل إليكم شيء تكرهونه، وإن عصيتموه عاقبكم بما لا تطيقونه، واعلموا رحمكم الله؛ أنكم خرجتم إلى هذا الصعيد لقصد أداء صلاة العيد. تأسيًا بنبيكم عليه الصلاة والسلام، وإظهارًا لشكر نعمة الهداية إلى الإسلام، وبلوغ عيد حج بيت الله الحرام، وأن يومكم هذا يعد من أكبر الأيام شعائر، ومن أعظمها مناسك ومشاعر، أطلعه الله عليكم سعيدًا، وجعله لكم نسكًا وعيدًا، شرفت به أيام التشريق، وأفاض الحجاج فيه من الـمشعر الحرام إلى البيت العتيق، تهرق فيه دماء الأضاحي، ويطلع الرب فيه على عباده ويباهي. فهو يوم الحج والـمنحر، وعيد الله الأكبر، يجتمع فيه الحجاج بمنى لقضاء مناسك الحج، ويتقربون إلى الله فيه بالعج والثج، يحيون سنة أبيهم إبراهيم بما يذبحونه من القرابين، فهو عيد لاستكمال مناسك حجهم، كما أن عيد الفطر لاستكمال شهر صومهم، فهما عيدا أهل الإسلام، ولأجله شرع إظهار التجمل والزينة فيهما، والجهر بالتكبير في ليلتيهما، إكبارًا لأمرهما، وإشهارًا لشرفهما. ﴿وَلِتُكۡمِلُواْ ٱلۡعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمۡ وَلَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ﴾ [البقرة: 185]. الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (2) " / (48) التذكير الثاني بعيد الأضحى - المجلد (7)