حكمة الحيض وما يجب على من ابتليت به في سفر حجّها
ثم إن رسول الله ﷺ سار في طريقه حتى أتى سرفًا وهو بطرف مكة مما يلي طريق جدة فنزل به.
ثم دخل على عائشة وهي تبكي فقال: «ما يبكيك، لعلك نفست؟» أي حضت، فأشارت إليه أي نعم. فقال: «إن هذا أمر كتبه الله على بنات آدم، فافعلي ما يفعل الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت حتى تطهري» وفي رواية قال: ««ارفضى حجك واجعليها عمرة» أي قولي لبيك عمرة وحجًّا. وقال لها: «إن طوافك بالبيت، وسعيك بين الصفا والـمروة، يكفيك لحجك وعمرتك»». فالحيض خلقة وجبلة في الـمرأة خلقه الله لحكمة غذاء الجنين في البطن، كما أن صفار البيضة يغذي الفرخ حتى يتم. ولهذا الحامل لا تحيض، ومتى خرج منها الدم فإنه نقص في الحمل، ويعتبر بأنه دم فساد لا تترك له الصلاة ولا الصيام، وهو من مكملات الـمرأة، لكون الـمرأة التي تحيض هي الـمستعدة للحمل.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (2) " / (45) فقه أحكام منسك حَجّ بَيت الله الحرام | حكمة الحيض وما يجب على من ابتليت به في سفر حجّها - المجلد (7)