النوافل يكمل منها نقص الفرائض
وفيه حديث مرفوع. وهو أن الله سبحانه أول ما ينظر في أعمال العبد يوم القيامة في صلاته. فإن كملت فقد أفلح ونجح. وإن نقصت، فقد خاب وخسر. ثم يقول الله سبحانه انظروا ما كان لعبدي من تطوع، فكملوا به فريضته، وكذلك الأعمال تجري على هذا الـمنوال. ثم إن الـمحافظة على النوافل هي من الأسباب التي تحبب الرب إلى العبد وتجعله من أوليائه الـمقربين، وحزبه الـمفلحين. كما في البخاري أن النبي ﷺ قال: «إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِى وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَىَّ عَبْدِى بِشَىْءٍ أَحَبَّ إِلَىَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِى يَتَقَرَّبُ إِلَىَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِى يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِى يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِى يَبْطُشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِى يَمْشِى بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِى لأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِى لأُعِيذَنَّهُ».
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (1) " / (43) الذكرى في أول شَوال وفضل نوافل الصّلاة والصّيام - المجلد (6)