مضى شهر الصيام، ثم أقبلت أشهر الحج إلى بيت الله الحرام

قد مضى شهر الصيام، ثم أقبلت أشهر الحج إلى بيت الله الحرام، فما من يوم من الأيام، إلا ولله فيه على عباده وظيفة من وظائف طاعاته، يتقرب بها إليه، ولله فيه لطيفة من لطائف نفحاته، يصيب بها من يشاء بفضله ورحمته عليه، فالسعيد من اغتنم ممر الليالي والأيام والساعات، وتقرب إلى الله بما فيها من فرائض الطاعات، ونوافل العبادات، فعسى أن تصيبه نفحة من تلك النفحات، فيسعد بها سعادة يأمن فيها من النار وما فيها من اللفحات. وفي الحديث: «اطلبوا الخير دهركم كله، وتعرضوا لنفحات رحمة الله، فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده، وسلوا الله تعالى أن يستر عوراتكم، وأن يؤمن روعاتكم».
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (1) " / (43) الذكرى في أول شَوال وفضل نوافل الصّلاة والصّيام - المجلد (6)