المسلم الحق

فالـمسلم حقًّا هو من يصلي مع الـمصلين، ويصوم مع الصائمين، ويؤدي زكاة ماله إلى الفقراء والـمساكين، فيظهر إسلامه علانية للناس، بحيث يشهدون له بموجبه، والناس شهداء الله في أرضه، وهذه الشرائع تهذب الأخلاق، وتطيب الأعراق، وتزيل الكفر والشقاق والنفاق؛ لأنها تنزيل الحكيم العليم، شرعها من يعلم ما في ضمنها من مصالح العباد في الـمعاش والـمعاد، وأنها هي أسباب سعادتهم الدينية والدنيوية؛ لأن الله سبحانه لا يوجب شيئًا من العبادات، كالصلاة والزكاة والصيام، إلا ومصلحته راجحة، ومنفعته واضحة، ولا يحرم شيئًا من الـمحرمات، كالزنا والربا والقمار وشرب الخمر، إلا ومضرته واضحة، ومفسدته راجحة. فالتكاتف على العمل بشرائع الإسلام، هو الذي يوحد الـمسلمين ويؤلف بين قلوبهم، ويصلح ذات بينهم، ويجعلهم مستعدين للنصر على عدوهم.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (1) " / (39) التذكير بعيد الفطر - المجلد (6)