الصحابة رضوان الله عليهم هم صفوة الأمة
وإن صفوة الأمة هم: أصحاب النبي ﷺ الذين هم أبر هذه الأمة قلوبًا، وأعمقها علمًا؛ قوم اختارهم الله لصحبة نبيه، ولإقامة دينه، ثم: التابعون لهم بإحسان، الذين تلقوا العلم عنهم، فهم من خير الناس بعدهم، لما في الصحيحين عن عمران بن حصين، أن النبي ﷺ قال: «خير القرون قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، -لا أدري أذكرهم مرتين أو ثلاثًا- ثم يجيء قوم يشهدون ولا يستشهدون، ويخونون ولا يؤتمنون، ينذرون ولا يوفون، ويظهر فيهم السمن» أي: من أجل غرقهم في الترف وسائر الأكل المسمن للجسم. وفي رواية: «تسبق شهادة أحدهم يمينه، ويمينه شهادته»، مما يدل على فساد دينهم ويدل له ما روى البخاري في صحيحه، أن النبي ﷺ قال: «يذهب الصالحون، الأول فالأول، ثم تبقى حفالة -وفي رواية- حثالة كحثالة الشعير لا يباليهم الله باله».
ومن المعلوم أنه متى ذهب الصالحون المصلحون، الآمرون بالمعروف، والناهون عن المنكر، فإنه يخلو الجو للفاسدين الفاسقين، فيبيضون ويصفرون.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
مجموع الرسائل - لا مهدي يُنتظر بعد الرسول محمد ﷺ خير البشر / الإصلاح والتجديد بالعلم والعدل والدين - المجلد (1)