أحوال الناس في رمضان
استهل هذا الشهر ففرح به الـمؤمنون، وكرهه الزنادقة الـملحدون. فالـمؤمنون لا يزالون فيه في صلاة وصيام، ودعاء واستغفار وتلاوة قرآن، وبسط اليد بالصدقة والصلة والإحسان. فهم في نهاره صائمون صابرون، وفي ليلهم طاعمون شاكرون. أولئك هم الـمؤمنون حقًّا.
أما الـمنافقون فإنهم يستحلون فيه الإفطار، وتمد لهم فيه الـموائد بالنهار، وقد جمعوا بين ضلال مع إصرار، وكفر مع استكبار، لا ندم يعقبه ولا استغفار. ﴿رُّبَمَا يَوَدُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوۡ كَانُواْ مُسۡلِمِينَ ٢ ذَرۡهُمۡ يَأۡكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلۡهِهِمُ ٱلۡأَمَلُۖ فَسَوۡفَ يَعۡلَمُونَ ٣﴾ [الحجر: 2-3]. ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱرۡكَعُواْ لَا يَرۡكَعُونَ ٤٨﴾ [الـمرسلات: 48].
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (1) " / (36) الذكرى الثانية من رمضان - المجلد (6)