الحاكم ظل الله في أرضه

أما الحكام فإنهم دون مرتبتهم (مرتبة العلماء) في العلم والعمل، ومعرفة الحق بدليله، فمتى وفق الحاكم للإحسان والعدل، وتنفيذ الحق وتحكيم الشرع، ونصر المظلوم، وردع الظالم، واستيفاء الحق منه، فإن هذا نعمة من الله، وفضل على العباد والبلاد. وقد قيل: الحاكم ظل الله في أرضه، يأوي إليه كل مظلوم من عباده ﴿وَلَوۡلَا دَفۡعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعۡضَهُم بِبَعۡضٖ لَّفَسَدَتِ ٱلۡأَرۡضُ﴾ [البقرة: 251]. إذ العدل قوام الدنيا والدين، وصلاح المخلوقين، وله وضعت الموازين، فمتى اتصف به الحاكم ألزم النفوس طاعته، والقلوب محبته، وأشرق بنور عدله زمانه، وكثر على عدوه أنصاره وأعوانه، وما أحسن ما قيل: لكل ولاية لا بد عزل وصرف الدهر عقد ثم حل وأحسن سيرة تبقى لوال مدى الأيام إحسان وعدل
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
مجموع الرسائل - لا مهدي يُنتظر بعد الرسول محمد ﷺ خير البشر / الإصلاح والتجديد بالعلم والعدل والدين - المجلد (1)