شرائع الإسلام منزلة على جلب الـمصالح ودفع الـمضار
إن الله سبحانه افترض على عباده الـمؤمنين صوم رمضان، ولم يشرع الله الصيام إلا لمصلحة تعود على الناس من صحة أبدانهم، وزيادة إيمانهم؛ لأن شرائع الإسلام منزلة على جلب الـمصالح ودفع الـمضار، فلا يوجب الله شيئًا من الواجبات كالصلاة والزكاة والصيام، إلا ومصلحته راجحة، ومنفعته واضحة، ولا يحرم شيئًا من الـمحرمات، كالربا والزنا وشرب الخمر، إلا ومضرته واضحة، ومفسدته راجحة، وقد شرع الله الصيام لأنه من أسباب الصحة للأجسام، بحيث يعقب البدن الصحة، أشبه الحمية التي يحفظ بها الإنسان صحته؛ لأن في البدن فضولاً سيالة تنشف بالصوم، فتقوى العضلات، ويشتهي الطعام باشتياق؛ أشبه تضمير الخيل للسباق. وفي الحديث: «صوموا تصحوا» وقال: «إن لِكُلِّ شَيْءٍ زَكَاةٌ، وَزَكَاةُ الْجَسَدِ الصَّوْمُ » أي أنه يزكي البدن وينقيه.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (1) " / (35) الذكرى الجامعة لفوائد الصيام - المجلد (6)