شرع الله الصوم لتظهر به عبودية العبد للرب

ومن حكمة الصوم أن الله شرعه لتظهر به عبودية العبد للرب، في سرائه وضرائه، فيطيع ربه فيما يحب، وفيما يكره، فيمسك صائمًا صابرًا عن مطعومه ومشروبه، في سبيل رضا ربه ومحبوبه، والله يقول: «الصَّوْمُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ». فالـمسلم لو ضرب على أن يستبيح الفطر في نهار رمضان، لما استباح الفطر أبدًا؛ لكون إيمانه يمنعه عن إحباط أعماله وهذا هو العنوان على صحة الإيمان؛ لأن الإيمان الصحيح هو أعظم وازع إلى أفعال الطاعات، وأعظم رادع عن مواقعة الـمنكرات. لن ترجع الأنفس عن غيها ما لم يكن منها لها زاجر
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (1) " / (34) الذكرى لآخر شعبان والاستعداد بالعمل لدخول شهر رمضان - المجلد (6)