معنى قول الفقهاء: "ويكره إفراد رجب بالصوم"
(إن) قول الفقهاء ويكره إفراد رجب بالصوم، فيعنون بذلك كونه يفرد رجب بصومه كله؛ لأنه ليس من هدي النبي ﷺ أنه يصوم شهرًا كاملاً غير رمضان. وقالوا: إنه من عادة الجاهلية. أما الذي له عادة أنه يصوم من كل شهر ثلاثة أيام، أو يصوم من رجب شيئًا من الأيام، فإنه لا بأس بذلك، ويؤجر على صيامه في رجب، كما يؤجر على صيامه في غيره من سائر الشهور، ومهما صام الإنسان بنية لله، فإن الله يأجره على صيامه بالأجر الجزيل، كما في الحديث أن النبي ﷺ قال:«الصَّوْمُ جُنَّةٌ وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ وَصَلاَةُ الرَّجُلِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ» أيضًا تقول أم سلمة: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ لاَ يُفْطِرُ. وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ لاَ يَصُومُ. وَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ قَطُّ إِلاَّ رَمَضَانَ وَمَا رَأَيْتُهُ فِى شَهْرٍ أَكْثَرَ مِنْهُ صِيَامًا فِى شَعْبَانَ» ويقول: «إن هذا الشهر يغفل الناس فيه؛ بين رجب ورمضان».
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (1) " / (33) فضل رَجب وشعبَان - المجلد (6)