الإسلام أنشأ العرب نشأة مستأنفة
الإسلام أنشأ العرب نشأة مستأنفة؛ خرجوا من جزيرتهم والقرآن بأيديهم يفتحون به ويسودون، فهو السبب الأعظم الذي به نهضوا، وفتحوا وسادوا وشادوا، وبلغوا الـمبالغ كلها من الـمجد والرقي، وتحولوا بهدايته من البداوة إلى الحضارة، ومن الجفاء والغلظة إلى اللين والرحمة، ومن العداوة والقسوة إلى الأخوة والـمودة، ومن الفرقة والاختلاف إلى الوحدة والائتلاف، ومن الجفاء والجهل والأمية إلى العلم والحضارة والـمدنية واستبدلوا بأرواحهم الجافية الجاهلية أرواحًا كريمة دينية صيرتهم إلى ما صاروا إليه من عز وعلم، ومنعة وعرفان.
وقد أنجزهم الله ما وعدهم به في القرآن في قوله: ﴿وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَيَسۡتَخۡلِفَنَّهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ كَمَا ٱسۡتَخۡلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمۡ دِينَهُمُ ٱلَّذِي ٱرۡتَضَىٰ لَهُمۡ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنۢ بَعۡدِ خَوۡفِهِمۡ أَمۡنٗاۚ يَعۡبُدُونَنِي لَا يُشۡرِكُونَ بِي شَيۡٔٗاۚ وَمَن كَفَرَ بَعۡدَ ذَٰلِكَ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ ٥٥ وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ ٥٦﴾ [النور: 55-56].
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (1) " / (32) تفسير سُورة الجمعة - المجلد (6)