ما أعطي أحد عطاء أفضل من خلق حسن
قد ثبت في الحديث أن النبي ﷺ قال: «إِنَّ اللَّهَ قَسَمَ بَيْنَكُمْ أَخْلاقَكُمْ، كَمَا قَسَمَ بَيْنَكُمْ أَرْزَاقَكُمْ، وَإِنَّ اللَّهَ يُعْطِي الدُّنْيَا مَنْ يُحِبُّ وَمَنْ لا يُحِبُّ، وَلا يُعْطِي الدِّينَ إِلاَّ لِمَنْ أَحَبَّ فَمَنْ أَعْطَاهُ اللَّهُ جَلَّ وَعَزَّ الدِّينَ فَقَدْ أَحَبَّهُ»
فأخبر النبي ﷺ أن الناس متفاوتون في الأخلاق، كما أنهم متفاوتون في الأرزاق، فما أعطي أحد عطاء أفضل من خلق حسن يدله على الصلاح والتقى، ويردعه عن السفه والفساد والردى. والـمتحلون بمحاسن الأخلاق؛ هم أفضل الناس على الإطلاق، كما في الحديث أن النبي ﷺ قال ««ألا أنبئكم بخياركم؟» قالوا: بلى يا رسول الله. قال: «خياركم أحاسنكم أخلاقًا، الـموطؤون أكنافًا، الذين يألفون ويؤلفون. ألا أنبئكم بشراركم؟» قالوا: بلى يا رسول الله. قال: «هم الـمشاؤون بالنميمة، الـمفرقون بين الأحبة، الباغون للبرآء العثرات» فحسن الخلق يمن يحببه للناس، وسوء الخلق شؤم يبغضه الناس، وقد قالت أم سلمة: يا رسول الله، الـمرأة منا تتزوج بعدد أزواج، وتدخل هي وأزواجها الجنة، فمع من تكون يا رسول الله؟ فقال: «يَا أُمَّ سَلَمَةَ،إِنَّهَا تُخَيَّرُ فَتَخْتَارُ أَحْسَنَهُمْ خُلُقًا. يَا أُمَّ سَلَمَةَ ذَهَبَ حُسْنُ الْخُلُقِ بِخَيْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ» وأوصى النبي ﷺ معاذًا فقال: «اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ».
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (1) " / (29) الخلق الحَسن وكونه ينحصِر في فِعل ما يجمّله ويزينه واجتناب ما يدَنسُه ويشينه - المجلد (6)