الذم في القرآن للأعيان ولمن اتصف بصفتهم
إن كل ما ورد في ذم قارون وعقابه على كثرة ماله، وفساد أعماله، فإنه منطبق بالدلالة والـمعنى على كل من اتصف بصفاته، وعمل بمثل أعماله، لأن الاعتبار في القرآن هو بعموم لفظه لا بخصوص سببه، فهو يتمشى على حد:
إياك أعني واسمعي يا جاره
وخير الناس من وعظ بغيره
فهذا الوصف ينطبق على كل تاجر وسع الله عليه من صنوف نعمه، وفضله بالغنى على كثير من خلقه، ثم يجمد قلبه على حب ماله، وتنقبض يده من أداء زكاته، ومن الصدقة منه، والصلة لأقاربه، والنفقة في وجوه البر والخير الذي خُلِقَ لأجله، فمن كانت هذه صفته فإنه أخو قارون في كثرة ماله وفساد أعماله.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة 1 " / 28 قوله سُبحانه: ﴿إِنَّ قَٰرُونَ كَانَ مِن قَوۡمِ مُوسَىٰ فَبَغَىٰ عَلَيۡهِمۡ﴾ [القصص: 76] - المجلد 6