أراد بعض الصحابة أن يتصدق بماله كله فرد رسول الله ﷺ صدقته
وأراد بعض الصحابة أن يتصدق بماله كله فرد رسول الله ﷺ صدقته؛ لأن الـمال ترس الـمؤمن في آخر الزمان، ولا يستغنى عنه في حال من الأحوال، وأن الكريم على الإخوان ذو الـمال. وكل ما تسمعونه في القرآن، أو في الحديث من ذم الدنيا، أو ذم الـمال؛ فإنما يقصد به ذم أفعال بني آدم السيئة في الـمال لا الـمال نفسه، لأن الطاعة هي همة التقي، ولا يضره لو تعلقت جميع جوارحه بحب الدنيا؛ لكون الـمسلم يشتغل في الدنيا بجوارحه، وقلبه متعلق بالعمل لآخرته، فيحصل الحسنتين، ويفـوز بالسعادتين، فتكون أعماله بارة، وأرزاق الله عليه دارة. ﴿أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ هَدَاهُمُ ٱللَّهُۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمۡ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ﴾ [الزمر: 18].
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (1) " / (28) قوله سُبحانه: ﴿إِنَّ قَٰرُونَ كَانَ مِن قَوۡمِ مُوسَىٰ فَبَغَىٰ عَلَيۡهِمۡ﴾ [القصص: 76] - المجلد (6)