المال الصالح من مفاخر الدنيا

إن كسب الـمـال من حله، ثم الجود بأداء واجب حقه، يعد من مفاخر الدنيا، وإنه لنعم الذخرى للأخرى، فقد ذهب أهل الدثور - أي الأغنياء - بالأجور والدرجات العلى بفضل ما أنفقوا من أموالهم، ونعم الـمال الصالح للرجل الصالح. وقد سمى الله الـمال خيرًا لمن أراد به الخير، وهذا الخير كالخيل: لرجل أجر، وعلى رجل وزر، فهو سعادة لأقوام، وشقاء على آخرين. فبعض الناس يكون ماله عليه عذابًا في الدنيا، وعقابًا في الآخرة، يقول الله سبحانه: ﴿فَلَا تُعۡجِبۡكَ أَمۡوَٰلُهُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُهُمۡۚ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَتَزۡهَقَ أَنفُسُهُمۡ وَهُمۡ كَٰفِرُونَ ٥٥﴾ [التوبة: 55]. فمن رزقه الله من هذا الـمال رزقًا حسنًا، فليبادر بزكاة ماله، ولينفق منه سرًّا وعلنًا، حتى يكون أسعد الناس بماله، فإن مال الإنسان ما قدم لآخرته، ومال الوارث ما خلف.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (1) " / (27) عقابُ المانِعين للزكاة وكونه يجب على الإمام أن ينتزعها منهم طوعًا أو كرهًا - المجلد (6)