من الناس من يوسع الله عليه الغنى بالـمال، لكنه لا يكتسب به زينة الحياة

إن من الناس من يوسع الله عليه الغنى بالـمال، لكنه لا يكتسب به زينة الحياة، ولا السعادة بعد الوفاة ﴿فَلَا تُعۡجِبۡكَ أَمۡوَٰلُهُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُهُمۡۚ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَتَزۡهَقَ أَنفُسُهُمۡ وَهُمۡ كَٰفِرُونَ ٥٥﴾ [التوبة: 55]. خلقوا وما خلقوا لـمكرمة فكأنهم خلقوا وما خلقوا رزقوا وما رزقوا سماح يد فكأنهم رزقوا وما رزقوا ولو سألت عمن هذه حاله، لوجدتهم كثيرين في شتى البلدان، من التجار الـمكثرين الذين غمرهم الله بنعمته، وفضلهم بالغنى على كثير من خلقه، ثم يجمد قلب أحدهم على حب ماله، وتنقبض يده عن أداء زكاته، وعن الصدقة منه، والصلة لأقاربه، والنفقة في وجوه البر والخير، الذي خلق لأجله، ولم يزل هذا دأبه حتى يخرج من الدنيا مذؤومًا مدحورًا، قد خلف ماله كله، فلا خيرًا قدمه، ولا إثمًا سلم منه، فيصير ماله عذابًا عليه في الدنيا، وعقابًا عليه في الآخرة.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (1) " / (22) قوله سبحانه: ﴿ٱلۡمَالُ وَٱلۡبَنُونَ زِينَةُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا﴾ الآیة - المجلد (6)