كل الشرائع الـمفترضة على العباد تحتاج في أدائها إلى صبر ومصابرة
كل الشرائع الـمفترضة على العباد فإنها تحتاج في أدائها إلى صبر ومصابرة. فالـمحافظة على الصلاة في الجماعات بطريق الاستمرار تحتاج إلى صبر، وأداء الزكاة طيبة بها نفسُه، وافدة عليه كل عام تحتاج إلى صبر، وكذا صيام رمضان ونوافله، وبالخصوص في شدة الحر يحتاج إلى صبر، وكذا سائر نوافل العبادات يحتاج إلى صبر ومصابرة. والثاني: الصبر عما حرم الله؛ من الربا والزنا وشرب الخمور، وأكل أموال الناس بالباطل، وقتل النفس بغير حق. فالكف عن كل هذه يعد من الصبر عما حرم الله. وقد قيل: لا تنظر إلى ازدحامهم عند الـمساجد، ولكن انظر إلى وقوفهم عند الحدود والـمحرمات؛ لأن أفعال الطاعات يفعلها البر والفاجر، وأما ترك الـمحرمات، فلا يتركها إلا صِدِّيق.
وأما الصبر على أقدار الله الـمؤلمة، فمثل الـمصائب في الأهل والأولاد، وانتقاص الـمـال أو ذهابه بنزول جائحة فيه. فكل هذه من الصبر على أقدار الله «وإِنَّمَا الصَّبْر عِنْد الصَّدْمَة الْأُولَى».
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (1) " / (16) حديث «الطهُور شَطر الإيمان...» إلخ - المجلد (6)