الجبرية يحتجون بالقدر لينزهوا أنفسهم عن سوء ما فعلوا

القائلون: ألقاه في اليم مكتوفًا: هم الجبرية الذين يحتجون بالقدر يحاولون أن ينزهوا أنفسهم عن سوء ما فعلوا من الـمنكرات وترك الطاعات. ويحيلون جورهم وفجورهم، من تركهم الطاعات، وارتكابهم الـمنكرات، وشرب الـمسكرات، إلى القضاء والقدر، وما أذنب القضاء والقدر، ولكنهم هم الـمذنبون. فلو تعدى ظالـم على أحد هؤلاء بضربه، أو أخذ ماله، أو انتهاك محارمه، ثم احتج على سوء فعله بالقضاء والقدر، فإنه لن يقبل منه هذا الاحتجاج؛ لعلمه أنه احتجاج باطل حاول به التوصل إلى باطل ببديهة العقل. فكيف يقبل على الله في ترك طاعاته، وارتكاب محرماته؟!!. ولهذا يدعو بعض العلماء أن يجاوب الجبرية بالصفع على الوجه، ويقال: هذا قضاء الله وقدره. كما كنت تحتج به.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (1) " / (15) التذكير بحديث «المؤمن القويّ أحَبّ إلى الله مِن المؤمن الضّعيف» وفيه بيَان القضَاء والقدَر عَلَى الوَجه الصّحيح - المجلد (6)