المعجزات جعلها آيات لصدق أنبيائه ورسله الذين جاؤوا بها من الله

لـمـا قيل للنبي ﷺ: إن اليهود يصومون يوم عاشوراء ويقولون: إنه اليوم الذي أنجى الله فيه موسى وقومه، وأغرق فيه فرعون وقومه. قال: «نحن أحق وأولى بموسى، صُومُوا يَوْمًا قَبْله , أَوْ يَوْمًا بَعْده، خَالِفُوا الْيَهُود» . فالعلم بهذه الـمعجزات والبراهين البينات، يوجب علمًا ضروريًّا بأن الله جعلها آية لصدق أنبيائه ورسله الذين جاؤوا بها من الله، واستدلوا بها على قومهم. وذلك يستلزم أنها خارقة للعادة، وأنه لا يمكن معارضتها، ولا الإتيان بمثلها؛ لكونها غير مصنوعة ولا من كسبهم ولا معتادة لغيرهم، ولهذا كانوا يعارضون معجزة كل نبي بدعوى أنه ساحر كما قال تعالى: ﴿كَذَٰلِكَ مَآ أَتَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُواْ سَاحِرٌ أَوۡ مَجۡنُونٌ ٥٢ أَتَوَاصَوۡاْ بِهِۦۚ بَلۡ هُمۡ قَوۡمٞ طَاغُونَ ٥٣﴾ [الذاريات: 52-53]. أي كان بعضهم يوصي بعضًا بهذه الـمقالة. وإنما هي من الله عز وجل أعلم الله بها عباده بصدق رسله وكتبه. ﴿وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأۡتِيَ بِ‍َٔايَةٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِ﴾ [غافر: 78].
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة 1 " / 14 وجُوب الإيمان بما أخبَرَ به القرآن من مُعجزات الأنبيَاء عليهم الصّلاة والسّلام - المجلد 6