خروجه صلى الله عليه وسلم إلى الطائف ودعاؤه بعد رجوعه

فلما اشتد الأذى برسول الله ﷺ وعظم به البلاء، خرج إلى الطائف يطلب من ثقيف النصرة والتأييد والحماية، فلم يجد عندهم قبولاً لدعوته، وأشْلَوا عليه سفهاءهم. فكانوا يرمونه بالحجارة ويقولون: ساحر كذاب، حتى أدموا عقبه، فرجع عنهم حزينًا كئيبًا حتى أتى وادي نخلة - وهي موضع ميقات أهل نجد - فتوضأ وصلى، ودعا بدعائه الـمشهور وقال: «اللهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين، أنت رب الـمستضعفين، وأنت ربي، إلى مَن تكلني، إلى عدو يتجهمني، أم إلى قريب ملكته أمري؟ إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي، غير أن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الكريم الذي أضاءت له السماوات والأرض، وأشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، أن يحل علي غضبك، أو تنزل علي سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك».
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (1) " / (13) هِجرة النّبي عليه الصّلاة والسّلام من مَكة إلى المدينة - المجلد (6)