شروع النبي صلى الله عليه وسلم في تعليم المسيء صلاته

إنه يجب علينا الآن بأن نصغي إلى هذا التعليم بالآذان، وأن نفرغ له الأذهان، ثم نوطن أنفسنا على العمل به على التمام. فإن فائدة الاستماع الاتباع. وقد مدح الله الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه. لهذا شرع النبي ﷺ في تعليم هذا الجاهل فقال: «إذَا قُمْت إلَى الصَّلَاةِ فَأَسْبِغْ الْوُضُوءَ». فأمره بإسباغ الوضوء وهو إيصال الـماء إلى مواضع الأعضاء؛ لأن مفتاح الصلاة الطهور، ولا يقبل الله صلاة من أحد حتى يتوضأ. وفي حديث ثوبان: أن النبي ﷺ قال: «اسْتَقِيمُوا وَلَنْ تُحْصُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّ خَيْرَ أَعْمَالِكُمُ الصَّلاَةَ، وَلَنْ يُحَافِظَ عَلَى الْوُضُوءِ إِلاَّ مُؤْمِنٌ» والوضوء مأخوذ من الوضاءة وهي النظافة؛ لأن دين الإسلام دين النظافة؛ ثم إن الوضوء يكسب الأعضاء نشاطًا وقوة عند القيام للصلاة، كما أنه سبب في تكفير السيئات.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة 1 " / 12 فضْل القرآن وتفسير قوله: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يَتۡلُونَ كِتَٰبَ ٱللَّهِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ ﴾ [فاطر: 29] - المجلد 6