العلم لا يناله مستح ولا متكبر، وإنما يوفق له الـمتذللون الـمتواضعون
وبما أن الحكومة الـمكرمة قد عملت عملها وبذلت أسبابها، وفتحت أبوابها لتعميم التعليم للقراءة والكتابة لكل الكبار الذين يشتغلون بالنهار ولا يفرغون إلا في أوقات العطل من طرفي النهار أو بالليل. فعملت الحكومة هذا العمل، حرصًا منها على العلم، ومحاولة محو الأمية. لهذا ينبغي للعاقل أن يواثب هذه الفرصة في الحصول على العلم ما دامت الفرصة ممكنة وبابها مفتوح؛ لكون الكتابة من الكمال والفضيلة، كما أن الجهل بها يعد نقصًا ورذيلة. وبعض الناس من كبار الأسنان يستحيي من دخول دار التعليم؛ كأنه يصوّر نفسه بصورة القاصر وهذا خطأ، فإن العلم لا يناله مستح ولا متكبر، وإنما يوفق له الـمتذللون الـمتواضعون، وقد تعلم أصحاب رسول الله ﷺ العلم والكتابة مع كبر أسنانهم.
ومتى حضر وقت الصلاة وهم في دوام الدراسة وجب عليهم أن يبادروا بأداء هذه الفريضة، فإنها نعم العون على ما يزاولونه من العلم والتعلم، ﴿وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۖ وَيُعَلِّمُكُمُ ٱللَّهُۗ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ﴾ [البقرة: 282].
فهذه نصيحتي لكم، والله خليفتي عليكم، وأستودع الله دينكم وأمانتكم.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (1) " / (11) فضل العِلم وتعَلّمه وتعليمه - المجلد (6)