طلب العلم عبادة، والبحث عنه جهاد، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة
لا يزال القرآن يطالب أهله الـمؤمنين به بأن يتلقوا العلم مِنْ كل مَنْ جاء به ممن هو دونهم أو فوقهم؛ إذ قد يخفى على العالـم الفاضل ما عسى أن يظهر للمفضول ﴿وَفَوۡقَ كُلِّ ذِي عِلۡمٍ عَلِيمٞ﴾ [يوسف: 76]. ﴿وَقُل رَّبِّ زِدۡنِي عِلۡمٗا﴾ [طه: 114]. لكون العلم دليل الحجة والبرهان. فطلب العلم عبادة، والبحث عنه جهاد، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة. ومن أنواع الصدقة: أن تعلم جاهلاً، أو تصنع لأخرق.
ومن كلام علي رضي الله عنه: قيمة كل امرئ ما يحسن من العلم. وهذه الكلمة غاية في البلاغة وفي الحث على العلم، وأن من لا علم عنده فإنه كاسد لا قيمة له ويوصف بالجاهل وبالساذج. وقد أخذ هذه الكلمة بعض الشعراء فأنشد:
حسود مريض القلب يخفي أنينه
ويضحى كئيب البال عندي حزينه
يلوم على أن رحت للعلم طالبًا
أجمع من عند الرواة فنونه
فأعرف أبكار الكلام وعونه
وأحفظ مما أستفيد عيونه
ويزعم أن العلم لا يكسب الغنى
ويحسن بالجهل الذميم ظنونه
فيا لائمي دعني أغالي بقيمتي
فقيمة كل الناس ما يحسنونه
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (1) " / (11) فضل العِلم وتعَلّمه وتعليمه - المجلد (6)