العقل الـممدوح في القرآن ينصرف إلى العقل الديني

وقد أوجب العلماء تعلم ما يحتاج إليه الناس في حياتهم من سائر الصناعات الـمباحة، كالحدادة والنجارة والحياكة والزراعة. وإن الناس متى تركوا تعلم هذه الأشياء أثموا. وعدوا من الصدقة أن تعلم جاهلاً، أو تصنع لأخرق. ومثله الـممدوح في القرآن فإنه ينصرف إلى العقل الديني الذي يعقل صاحبه على الفرائض والفضائل، ويردعه عن منكرات الأخلاق والرذائل، أو لكونه يعقل عن الله مراده وأمره ونهيه، كما قيل. والعقل في معنى العقال ولفظه فالخير يعقل والسفاه يحمله أما العقل الـمقصود على الحذق في الدنيا، ومعرفة أسبابها وطرقها، فليس له من ذكر عند الله، يقول الله تعالى: ﴿وَإِذَا نَادَيۡتُمۡ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ ٱتَّخَذُوهَا هُزُوٗا وَلَعِبٗاۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَوۡمٞ لَّا يَعۡقِلُونَ ٥٨﴾ [الـمائدة: 58]. فنفى الله عنهم العقل الصحيح؛ لعدم إجابتهم لنداء الصلاة الذي هو نداء إلى الفلاح والفوز والنجاح بخير الدنيا والآخرة.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة 1 " / 11 فضل العِلم وتعَلّمه وتعليمه - المجلد 6