ضعف الـمسلمين ليس من الدين وإنما حصل بسبب ما ضيعوه من تعاليم الدين

فهذا الضعف الحاصل بالـمسلمين ليس من الدين وإنما حصل بسبب ما ضيعوه من تعاليم الدين. ثم إن الضعف والغربة في الدين لا يلزم أن تدوم، بل قد تقع ثم تزول، إذ هي وصف عارض، كالأمراض الطبيعية. وربما صحت الأبدان بالعلل. قد ينعم الله بالبلوى وإن عظمت ويبتلى الله بعض القوم بالنعم فقد يعود الإسلام إلى قوته ويفيء من غربته، كما اشتد ضعفه وغربته زمن وفاة النبي ﷺ حتى ارتدت العرب عنه، ولم يبق مسجد يصلى فيه إلا مسجد مكة، ومسجد الـمدينة، ومسجد عبد القيس بجواثى أي الأحساء، ولهذا يقول شاعرهم: والـمسجد الثالث الشـرقي كان لنا والـمنبران وفصل القول والخطب أيام لا منبر للناس نعرفه إلا بطيبة والـمحجوج ذي الحجب وعلى أثر هذا الضعف، وهذه الغرب جاهد الصحابة في الله حق جهاده حتى استعادوا قوة الدين ونشاطه.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (1) " / (10) غُربة الإسلام وفسَاد النّاس في آخر الزّمَان - المجلد (6)