جاء رسول الله ﷺ بشريعة سمحة سهلة، مهيمنة على جميع الشرائع قبلها
فاعلموا رحمكم الله، أن نعم الله على العباد كثيرة وأجلها وأعظمها الهداية إلى الإسلام، وتحكيم شريعته وحدوده وحقوقه بين سائر الأنام، فقد أفلح من هدي إلى الإسلام.
إن الله سبحانه أنزل كتابه الحكيم، وبعث نبيه محمدًا الصادق الأمين ﷺ رحمة للعالـمين، وحجة على الخلق أجمعين، فقال تعالى: ﴿شَرَعَ لَكُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِۦ نُوحٗا وَٱلَّذِيٓ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ وَمَا وَصَّيۡنَا بِهِۦٓ إِبۡرَٰهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰٓۖ أَنۡ أَقِيمُواْ ٱلدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُواْ فِيهِۚ كَبُرَ عَلَى ٱلۡمُشۡرِكِينَ مَا تَدۡعُوهُمۡ إِلَيۡهِۚ ٱللَّهُ يَجۡتَبِيٓ إِلَيۡهِ مَن يَشَآءُ وَيَهۡدِيٓ إِلَيۡهِ مَن يُنِيبُ ١٣﴾ [الشورى: 13]. فجاء رسول الله ﷺ بشريعة سمحة سهلة، مهيمنة على جميع الشرائع قبلها، فهي خاتمة الشرائع، كما أن محمدًا رسول الله ﷺ هو خاتم النبيين، ورسول الله إلى الخلق أجمعين، وقد جاء بدين كامل وشرع شامل صالح لكل زمان ومكان، قد نظم حياة الناس أحسن نظام، بالحكمة والـمصلحة والعدل والإصلاح والإحسان، فلو أن الناس آمنوا بتعاليمه، وانقادوا لحكمه وتنظيمه، ووقفوا عند حدوده ومراسيمه، لصاروا به سعداء؛ لأنه يهدي للتي هي أقوَم. وقد سماه الله شفاءً لعلاج أسقام العقائد، وإزالة الشُّبه والشكوك، وسوء الطرائق، قال تعالى: ﴿قُلۡ هُوَ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ هُدٗى وَشِفَآءٞۚ وَٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ فِيٓ ءَاذَانِهِمۡ وَقۡرٞ وَهُوَ عَلَيۡهِمۡ عَمًى﴾ [فصلت: 44].
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (1) " / (9) القوانين وسُوء عواقبها على الدّين - المجلد (6)