القرآن هو أساس دين الإسلام

هذا القرآن النازل على محمد عليه الصلاة والسلام هو معجزة الدهور، وآية العصور، محفوظ في الـمصاحف وفي الصدور، منذ نزل إلى يوم القيامة. لا يستطيع أحد أن يقحم فيه حرفًا أو يحذف منه حرفًا؛ لأن الله سبحانه تولى حفظه، فقال تعالى: ﴿إِنَّا نَحۡنُ نَزَّلۡنَا ٱلذِّكۡرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَ ٩﴾ [الحجر: 9]. والقرآن هو أساس دين الإسلام، مع سنة محمد عليه الصلاة والسلام. ولولا هذا القرآن لكذب الناس بنبوة عيسى ابن مريم وبمعجزاته، كما كذب بها اليهود وغيرهم، ورموا أمه بالـمفتريات والعظائم، طهرها الله وأعلى قدرها عما يقولون علوًّا كبيرًا. أفيجازى محمد رسول الله ﷺ الذي جاهد أشد الجهاد في الدفاع والنضال عن عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام، بأن تقابلوه بتكذيبه، والتكذيب بالقرآن النازل عليه والذي هو الـمعجزة العظمى له؟! وقد تحدى الله جميع الخلق - وأنتم منهم - على أن يأتوا بسورة من مثله فعجزوا. يقول الله سبحانه: ﴿قُل لَّئِنِ ٱجۡتَمَعَتِ ٱلۡإِنسُ وَٱلۡجِنُّ عَلَىٰٓ أَن يَأۡتُواْ بِمِثۡلِ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ لَا يَأۡتُونَ بِمِثۡلِهِۦ وَلَوۡ كَانَ بَعۡضُهُمۡ لِبَعۡضٖ ظَهِيرٗا ٨٨﴾ [الإسراء: 88]. أي معينًا.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (1) " / (8) دَعـوة النّصَارى وسَائر الأمَم إلى دين الإسلام - المجلد (6)